أمارجي كلمة سومرية تعني "الحرية"، و هي أقدم كلمة مدونة في التاريخ بهذا المعنى.

الثلاثاء، 22 فبراير 2011

تحية لروح محمد شكري

عندما كتب الراحل المغربي الكبير محمد شكري روايته القنبلة "الخبز الحافي"، تهافتت عليها دور النشر العالمية، حتى تم نشرها بـ 38لغة.
و لكنها، رغم كتابتها باللغة العربية، احتاجت لعشر سنوات أخرى حتى تجرأت دار نشر عربية واحدة على نشر هذه الرائعة الأدبية.
و ما أن تم نشرها بالعربية حتى انهالت عليها الإنتقادات من كل حدب و صوب. لدرجة جعلت شكري نفسه يطلق عليها: الرواية الملعونة.

لم تجد دور النشر العربية في الرواية واقعا معاشا من قبل الملايين في عالمنا العربي. و لم تقدّر روح الصراحة و الصدق التي كتبت بها، و لم تر ذلك الشاب الذي ترعرع في أحط قيعان المجتمعات العربية حتى بلغ العشرين، لم تره كيف تمرّد على واقعه الأمّي و الجاهل، و كيف استطاع أن يتحول إلى أكبر أدباء و مثقفي عصره، و لم تر فيه قدوة يحتذى... بل كل ما رأته، هو جملة أخلاق بالية و زائفة، و حياء عام تم خدشه. (و كأن ذلك سيجلب نهاية العالم)

إن واقع دور نشرنا و ناقدينا الأدبيين، أكثر فظاعة من واقع شكري الذي تحدّث عنه في تحفته الأدبية. واقع مرعب من الضلال و الكذب و النفاق على مجتمع منهار، أوصله حكّامه و القائمين على أدبه و فنه إلى ذيل أي قائمة دولية، من قوائم الشفافية، إلى قوائم المحتوى على النت، إلى قوائم الجامعات و المستشفيات، بل حتى قوائم الفيفا

إن سياسة النعام، او سياسة "إذا ابتليتم بالمعاصي فاستتروا" هي ما أوصلتنا إلى حضيضنا الرهيب. فنحن لم نعد خير أمة أخرجت للناس، و نحن لسنا أمّة إقرأ، فجميع دور نشرنا، لا تنشر ما تنشره دار نشر واحدة في اليونان.

أيها الأحبّة، إن أول خطوة من خطوات العلاج هي معرفة السبب و العلة، هذه قاعدة عامة. باتت ضرورة حتميّة في حياتنا
إن لم نصح، إن لم نعترف بمشاكلنا، فبئس الأقوام نحن

لروح عاشق طنجة و أدبيها الكبير البطل محمد شكري ألف تحية و سلام

(ملاحظة: كان بودّي أن أنشر في هذا المنبر، قصيدة طنجيس الرائعة لمحمد شكري، و لكني لم أجدها، لكي تزداد مرارتي على محتوانا الإلكتروني الهزيل المليء بالخزعبلات و التفاهة ، إلى أن أجهز القصيدة ... لكم مني أحبّتي إحترامي و تقديري)

هناك تعليق واحد: