أمارجي كلمة سومرية تعني "الحرية"، و هي أقدم كلمة مدونة في التاريخ بهذا المعنى.

الأحد، 20 فبراير 2011

في وصف دمشق


في وصفِكِ نظموا و أبدعوا الجملا = و الشعر يا شام ما أوفى و لا عدلا
يا بحرة الدنيا و غنوةَ الأبد = و نشوة الأزل الذي بكِ ثملا
أسواقك عبقت بالعشق و العجب = خاناتك للدهور كانت النُزُلا
و الدومري سارَ في حاراتِكِ سَرِحاً = ليوقد سابحا خبا و ما شعلا
و سورك يا دمشق مثلما عهدا = رد العدا في زمانه الذي بخلا
كم من شهيدٍ تسامى نحو سؤدُدِكِ = و دونك شيخنا و الطفل و الرجلا

و طالعوا كتب السماء كي تعرفوا = لما يقال: شآمُ آخَتِ الأجلا
ها شاولاً جاء فاتكاً فذاق عمى = فالله بالذود عن دمشق قد كفل
يا شاولُ بالشآم صرت مار بولُسا = و عمدتك يد البارِّ الذي غسلا
أدلوك من سورها لتهديَ البشرا = فليس من خارج منها كما دخلا

عن رمضاناتها اسطورةٌ حُكِيَت = حكايةً مزجت جداً بما هَزَلا
عند الغروب سكونٌ مثل صفوِ ندى = فالروح خاشعةٌ و القلب مبتهلا
و في السحورِ لها السمّار و انطربوا = و جمر أركيلةٍ ضوّى الذرى و صلى
و الخبز في رمضانها بها شبِهٌ = وجه الملائك و اللبُّ انذوى خجلا

و سرّها للدمشقيات قد نقلت = فزادهنَّ حلا و مهرهنَّ غلا
و العيش جنب الدمشقيات فيه شفا = كبلسمٍ للحشا و القلب إن ذبلا
إلا أنا قد شقيتُ من دمشقيةٍ = فخانمٌ ولهي و خافقي قُتلا

عيونها شهبٌ كوابلِ المطر = أو كوكبٌ شَرِقٌ لا يعرف الأُفُلا
شفاهها أفقٌ من قمّةٍ بُصِرَ = و نكهةٌ علّمت من ذاقها الخُيَلا
و عطرها سهرةٌ مجنونةٌ مجن الـ = نارنج في مرجها و أطربت طُلُلا
و سحرها نوء بحرٍ جامحٍ و أنا = كراكبٍ سُفُناً في بحرها الجَفِلا
و رمشها صنعة السياف إن زخرف = إذا رنت طعنت، فحبذا النصلا
و حبذا كأس موت من حبيبٍ أتى = فالموت خمر إذا من ثغرها سُئِلا
يا شام كيف السبيل للرضاب المنى = ما أدركت حيلتي لريقها سُبلا
تكلّمت عينها سِرّاً إلى سَرَري = ما أروع الروح حين حدّثت مقلا
و قالت المقلة: ويلي من الوله = صلني، و صل جسدا قد فاز من وصلا
رفضت رغماً، فها حالي كمن جرع = سمّاً به لذّةٌ إذ خالط العسلا
من يومها نادماً صلّيتُ أن يرجع = أمسٌ مضى و عساني أرتوي نَهِلا
عمري تجنّى على وجدي فيا مرحبا = لو صار آسي الشقي من بعدها شَكِلا
إن كنت مثلي صُلِيتَ من دمشقيةٍ = لن تعرفَ من لظى جَهنّمٍ وَجَلا

و الشام من قاسيون قد تجلّت كما = لو المسيح لذاته الإله جلا
لو تقرؤا كتب التاريخ سوف تعوا = أن الشآم تماهت في ربى الأزلا
و أنها كُنّيت ببحرة الدنيا = و الشعر في حقها لن يبلغ الأملا

-------------
كُتبت في صيدنايا 27/11/2009
موزونة على البحر البسيط

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق